استيقظت علي اصوات هتاف بعض شباب الالتراس في الشارع المجاور لي .. لا بأس لقد اعتدت علي ذلك
هم يطالبون بالقصاص و هذا حقهم ..
هؤلاء المساكين شاهدوا قتل اصدقائهم امام اعينهم في مباراة ملعونه قبل سنوات و لم يأتي القصاص بعد ..
اعذرهم في كل ما يفعلوه .. الحقيقة انا اعذر اي مواطن مصري فيما يفعله اياً كان في عصر النهضة
اقدر تماماً ما يحملونه من غضب في صدورهم .. فأنا غاضب ايضاً
لكني تكيفت مع الوضع .. تملك مني اليأس و اعلم ان غضبي لن يغير شيئاً
الشعب منهك غير قادر علي الثورة من جديد
حتي شباب الثورة و الالتراس مخترقون من الاخوان
جبهة الانقاذ عاجزه عن الانقاذ
باقي الشعب مثلي يائس و يحلم بعودة ايام المخلوع .. لسان حاله ليت المخلوع يعود يوماً !!
منذ عدة اشهر تمني البعض نزول الجيش من جديد عقب احداث العصيان المدني في بورسعيد و عده محافظات
بل و قام البعض بعمل توكيلات تطالب الجيش بإدارة امور البلاد
يالهم من حمقي و سذج !
قلت لهم وقتها ان هذا لن يغير في الوضع شئ ..
و ان الجيش لن يقدم علي خطوة كتلك إلا اذا ثار الشعب من جديد و منحوا محمد مرسي لقب المخلوع اسوة بمبارك,
قلت لهم ذلك و انا اعلو ان شئ كهذا لن يحدث
فالاخوان قد تمكنوا من مفاصل الدوله
و من البرلمان و مجلس الشوري الذي لا اعلم جدواه حتي الان
و لم يكن لمقاطعة الاحزاب المدنية للانتخابات دخلاً بما آلت اليه الامور من اكتساح للاخوان
فالشعب اكثريته نحت خط الفقر و هو ما اراده محمد مرسي و عصبته
قبل الانتخابات بدأت مؤتمرات الحرية و العداله و معها بدأ توزيع الزيت و السكر و الخضروات التي تحمل شعار الحزب
مع مقولات من نوعية نحمل الخير لمصر
و بالتالي المواطن الجاهل الفقير الذي لا يساوي في اعين الاخوان سوي هذا الثمن البخس يعطيهم صوته الانتخابي علي مضض
فهو يحتاج ان يأكل ولا يجد من يطعمه .. و الجهة الوحيده التي تمتلك المال هي الاخوان بالطبع
الدوله لا تهتم كثيراً بما وصل اليه حال الفقراء .. فكلما زاد فقرهم اصبح شراء اسواتهم الانتخابية اسهل
ولا تهتم بالتعليم كذلك .. فكلما زاد الجهل زادت القاعدة الشعبية التي من المحتمل ان تنتخب الحرية و العداله
لم يعد الوازع الديني هو ما يحرك فقراء الشعب في العملية الانتخابية , فالاخوان يتدعون انهم الاسلام و الاسلام هو الحل ,
لكن كذلك السلفيين يقولون ليلاً و نهاراً انهم هم المسلمون الحقيقيون و ليس الاخوان , بالاضافه لبعض الاحزاب الاسلاميه الاخري
المتنوعه و المتدرجة في التشدد الديني ..
يالغرابة هذه الجملة : احزاب اسلامية !
أليس ممنوعاً انشاء احزاب دينيه ؟!
اتعلمون ما الغريب في الموضوع
الغريب هو استغرابي .. فمن المفترض انه لم يعد شيئاً غريباً في عصر النهضه !
مازال البرادعي متمسكاً بمبادئه و يقول دائماً ان الثورة سلمية ولا يشجع علي العنف ,
و مازال حمدين معترفاً بشرعية الاخوان برغم كل ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب و الوطن
و مازال علاء صادق يتغني بحمد محمد مرسي و يعدد فضائل الاخوان
و مازال ابو اسماعيل يقود تابعيه ليحاصر ما يريد و من يريد بدون ان يردعه احد , و مازالت السيده والدته امريكية و لم يثبت العكس
و مازال ابو الفتوح يحاول ان يمسك العصا من المنتصف .. فلا يغضب الثوار ولا يغضب الاخوان
كم اكره هذا الرجل .. يتدعي انه انفصل عن الجماعة في حين انه لا يختلف في مواقفه عن مواقفها ولا في ارائه عن ارائها
ليس له لون واضح .. شفاف اللون .. فاتر الطعم لا هو بارد ولا ساخن .. يصعب علي امثالي قبوله او بلعه !
علي اي حال
ها هي النتيجه تشير الي تاريخ اليوم 25 يناير 2015
مازال مرسي العياط منجعصاً في كرسي الحكم يأتمر بأوامر الجماعه و من قبلها اوامر امريكا
و مازال قنديل هائما في عالم اخر غير عالمنا
و مازال الجيش علي الحياد
و مازالت الشرطه تقتل في المتظاهرين
كل شئ كما هو إلا حال المصريين اصبح اسوأ
و لكن بالرغم من اخونة القضاء و الداخية
و تغلغل الاخوان كالسوس في وزارات التعليم و التموين و الاعلام
و بالرغم من انهم اصبحوا يتحكمون في عقول و بطون المصريين
أملي الوحيد ينحصر في اسقاط الاخوان في انتخابات الرئاسه القادمة
هذا بالطبع إن لم يتم تزويرها و هو امر مستبعد .. و لكن قليل من الامل لن يقتلني !
اتمني في انتخابات الرئاسة القادمة ان يعلم كل من اعطي صوته طواعية لمرسي انه اخطأ
و ان يعلم كل من اعطي صوته طمعاً في الجنه انه اخطأ
و ان يعلم كل من قاطع او ابطل صوته انه اخطأ
و اتمني ان يشعر كل عاصر ليمون انه ورط الوطن حين انتخب مرسي نكايةً في شفيق
تري هل كان من الممكن ان يكون الوضع اسوأ مع شفيق ؟ ربما .. ولكن ما من دليل
فما نحن فيه الان سئ لدرجه كافيه لنتمني ان يعود بنا الزمن فننتخب شفيق
و لربما نتمني ان يعود بنا الزمن فننتخب مبارك نفسه !!
انها حقاً ايام ملعونه ..
انها حقاً ايام ملعونه ..
بقلم بنجراوي نوفل رطاط لملوم القفل